جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قول أمير المؤمنين #: شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة]

صفحة 33 - الجزء 1

  وسنته وسواء صح الحديث أم لم يصح فلسنا بحاجة تصحيح الحديث أنه ترك في هذه الأمة كتاب الله وسنته، والذي الأمة بحاجته حاجة ملحة هو بيان من هم حملة السنة الصحيحة هل هم أهل البيت المطهرين؟ أم النصبة المبغضين؟ بهذا أو بمعناه انتهى.

  نعم، كلمة أمير المؤمنين وسيد الوصيين # وهي قوله: (شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة) تنبئ عما وراءها؛ لأنها حكمة جامعة صاغها حكيم؛ لقد صور الفتن سلام الله عليه بالبحور التي هاجت أمواجها وعظمت في قلوب البحارة أخطارها، وغرق في ظلماتها الجم الغفير، ولا ينجو من شر تلك الأمواج إلا النزر اليسير، ولقد دلنا وكذلك من قبلنا ومن يأتي بعدنا على مراكب نفيسة ينجو راكبها وإن عظمت أمواج الفتن وكبرت المصائب والمحن ألا وهي سفن النجاة، أراد بذلك سلام الله عليه ورضوانه أئمة الهدى ومصابيح الدجى من أهل بيت النبوة، الذين قال فيهم جدهم المصطفى ÷: «أهل بيتي فيكم كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم» وقال فيهم: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى»؛ فسلام الله عليك يا هادي الأمة بعد نبيها ما أفصح كلامك، وأوضح لطالب النجاة، بيانك، كيف لا تكون كذلك وأنت أمير