[قول أمير المؤمنين #: مجتني الثمرة لغير وقتها]
  في الأرض الخصبة، ويوماً من الأيام رأى ما هو فيه من النعم حقيرة، فأملت عليه نفسه ما أرادت وقالت: إذا أردت أن تكون سباقاً للخير فاجعل من نفسك علماً يُقتدى به، فلفت نظره إلى هذه الفكرة القاتلة لقلبه والسالبة للبه وانطبق عليه:
  لقد مات همام لوعظ إمامه ... وصادف قلباً للمواعظ واعيا
  وإن اختلف المعنى، فهذا يُذم وذاك يُمدح.
  نعم، قبل الفكرة الله الذي رفعه، وبعدها أراد أن يرفع نفسه فوكله الله إليها؛ لأنه جنى الثمرة لغير وقتها، فصار كالزارع بغير أرضه، نسأل الله السداد وحسن الخاتمة.
  • الإنسان يخدع إذا لفت الناس أنظارهم إليه بسبب من الأسباب إما بمال أو جاه أو ذكاء أو علم، ولا سيما إذا كان بين طلبة العلم وفي مجتمعه خاملاً، وعزم أن يرفع من نفسه كما تقدم، فلما تغيرت نيته وكبر في نفسه وأصر على رأيه، وأعرض عن نصح الخواص من أصدقائه؛ فإنه فيما يستقبل من أيامه يبتعد عن عزه، ويقرب من ضعته، يقطع حبال الصلة بينه وبين المتقين ويصل حباله الرثة بعلائق المفسدين، وأمثالهم من إخوان الشياطين، وعندها تلقي به ريح الفتنة في