[قوله #: الزهادة قصر الأمل ... إلخ]
  أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ١٩}[النمل].
  ثم ذكر # تمام خصال الزهادة بقوله: (والورع عند المحارم) نعم، من الورع بل من صميم الورع ما ذلك عليه العلماء أن تفعله عندما يلتبس أمر من الأمور عليك، فإذا تجاهلت نصيحتهم وقد أشار عليك أكثر من واحد فوالله الذي لا إله إلا هو إن بينك وبين الورع بعد المشرقين، وإنك ممن اتخذ آيات الله هزواً، ولا سيما إذا أخبروك أن ذلك واجب عليك متحتم؛ لأن جنة الله لا تنال إلا بالانقياد والتسليم لأوامره، والانتهاء عند نهيه ولا طريق إلى ذلك إلا بالعلم والعلماء، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥}[النساء]، وقال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل]، فعلى المسلم طالب النجاة أن يتقي الله ويتورع عن أموال الناس وأعراضهم، وأن يلقي لكل ما نهى الله عنه باله في كتابه وعلى لسان رسوله ÷، وإذا استطاع أن يدع ما لا بأس به خوفاً من الوقوع فيما به البأس، فقد سبق إلى الحظ الأوفر من الورع، مثال ذلك صاحب قلة ذات اليد أن يترك بعض