جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[نصائح للدعاة إلى الله]

صفحة 6 - الجزء 1

  العظيمة والمعادن الكريمة فإن نفسه تتوق إلى ما يوصله إلى ما ضمنها الله من الجزاء للعاملين، وإن بلغت المتاعب منتهاها، عند ذلك صرح الله بعدها بأعظم أسباب الوصول وأعظم ما جاءت به الأنبياء # وهي قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٣}⁣[فصلت]، فقد وسط الله بآية الدعوة إليه بين الترغيب في الآيات السابقات وبين تحمل المشاق وذلك في قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٣٤}⁣[فصلت]، وكشف الله عن عظم التكليف بقوله سبحانه: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٣٥}⁣[فصلت].

  نعم، أوقف الله الناظر بعين بصيرته في هذه الآيات على قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ}⁣[فصلت: ٣٤]، كي يحظر ذهنه ويتوجه بلبه ويصغي بسمعه إلى ما يريد الله من عبده المكلف ولا سيما الدعاة إلى دينه وذلك قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أراد سبحانه وتعالى: ادفع السيئة بالتي هي أحسن ولم يقل: ادفع السيئة بالسيئة، ولا ادفع السيئة بالحسنة، بل ادفع السيئة بالتي هي أحسن؛ لأن الداعي إلى الله يواجه بالكلام القاسي يواجه بالتهم، يواجه بتوجيه