جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[نصائح للدعاة إلى الله]

صفحة 7 - الجزء 1

  التهم من غلف القلوب ومن ضعاف النفوس، إن وراء دعوته تلك أمور سياسية أو أغراض دنيوية، حتى تؤثر تلك الدعاية على كثير ممن يعرفون ذلك الداعي بالعفة والإخلاص فيما سبق؛ فأراد الله تبارك وتعالى أن يقرر نفسه بقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، ثم أطلعه على نتيجة الصبر بقوله تعالى: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٣٤}.

  نعم، لا يخلو داعي الله الأعداء، من ويوم من الأيام مع التخلق والتحلي بالصبر يعود بعضهم إلى أحباء وأصدقاء.

  ثم أتى ربنا في آخر الآية بالجائزة العظمى واللقب الأسنى وذلك في قوله تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٣٥}⁣[فصلت]، فعلى كل داعي إلى الله أن يتخلق بأخلاق الدعاة الذين ثبتوا ولم يغيروا ولم يبدلوا في زمن النبي ÷ ومن بعدهم إلى يومنا هذا اللهم اجعلنا من عبادك الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه يا أرحم الراحمين.

  واعلم أيها المطلع على هذه النصائح أن أول ما يجب على المكلف عموماً وعلى الداعي إلى الله المرشد خصوصاً هي معرفة الله؛ لأن معرفة الله أول الواجبات كما أشار إلى ذلك أمير المؤمنين # في قوله: (أول الدين معرفته، وتمام