[قوله #: يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم]
  وجوههم، قطعت لهم ثياب من نار، تضرب رؤوسهم بمقامع وهم مقيدون بقيود لا تحل، يلقى بهم إلى جهنم إلقاء، حيث الحيات الفاغرة حيات كأعناق الإبل، وعقارب كالبغال، تحمل ما لا يقدر قدره من السموم التي تقطع قلوبهم وأوصالهم، يلبث عذاب سمومها أربعون سنة، أخبرنا بذلك رسول رب العالمين ÷، يتمنون الموت فلا يموتون، قال ربنا سبحانه وتعالى فيما حكى عنهم: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ٧٧}[الزخرف]، {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ١٠٦ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ١٠٧ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ١٠٨}[المؤمنون].
  يلقى عليهم عذاب الجوع والعطش فيعدل ما هم فيه من حر النار، فيستغيثون الزبانية فيقربون لهم شراباً من الحميم في كلاليب من نار، قال ربنا سبحانه وتعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ٢٩}[الكهف]، وقال تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ١٥}[محمد]، يصيحون بأعلى أصواتهم فلا مجيب، ويتلطفون بأبلغ أخلاقهم فلا حبيب، تزفر بهم جهنم تارة، وأخرى تغيض بهم، لا أحد يملك تعبيراً عن خوفهم، ولا يعلم بمقدار ما هم فيه من العذاب إلا من خلقهم، وهو أقدر