جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قوله #: يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم]

صفحة 62 - الجزء 1

  القادرين، تتلذذ ملائكة الله بإلقائهم من على حافات جهنم كما يتلذذ الصفوة من أولياء الله في جنات النعيم.

  لذلك قال أمير المؤمنين عليه صلوات رب العالمين: (يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم) وكما أن النعيم في الجنة لا أحد يستطيع أن يصفه كاملاً كذلك العذاب في النار.

  فيا من أصغى بسمعه ووعى بقلبه وهم المقصودون بالخطاب انظر بالله عليك بعيني قلبك إلى وجوه المعذبين واسمع لصياحهم وهم يصطرخون فيها، وشاهدهم والحيات والعقارب تدفع فيهم سمومها، لا يحملون قيودهم إلا بكل عناء، تمر عليهم آلاف وملايين ومليارات السنين، وهم في جهنم يعذبون فإنا لله وإنا إليه راجعون وبه من جهنم وعذابها عائذون، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}⁣[الأعراف: ٤٠] ففي هذه الجملة التي نطق بها أمير المؤمنين وصاغها تسلية للمظلومين ويحق بهم ورب الجنة والنار أن تزيدهم عند سماعها إيماناً إلى إيمانهم وصبراً ويقيناً يأويان إلى قلوبهم، فسلام الله على من وعظنا بها يوم ولد ويوم قتل ويوم يبعث حياً، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.