[من كلام له # خاطب به أبا ذر يوم أخرجه عثمان من المدينة]
  تركه الناس).
  فكان رضوان الله عليه لا يصبر على باطل، ولا يصمت على منكر رآه، لذلك غربه عثمان من المدينة إلى الربذة في أرض تبعد عن المدينة ما يقارب ٢٧٠ كيلو شرق جنوب المدنية المنورة، لا ماء فيها ولا أحياء، وقد وفقني الله لزيارته فلله الحمد والمنة.
  نعم، هذه طريقة العظماء الحلماء العلماء أن يواجهوا في هذه الدنيا جميع المتاعب، وأن يرموا بعظيم من الدواهي والمصائب، ومن تأمل في سيرة خاتم النبيين ÷ وفيما لاقى وصيه ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة لم يستبعد شيئاً من المصائب على الصفوة من عباد الله الصالحين.
  قول أمير المؤمنين #: (يا أبا ذر إنك غضبت الله فارج من غضبت له) شهادة من سيد الوصيين وأخي سيد النبيين وخاتم المرسلين لك يا أبا ذر بأن غضبك الله، فهنيئاً لك ولو أقصوك إلى ما وراء البحار، فغداً يسفر الظلام، ولو كان صاحب آل ياسين موجوداً حين غادر أبو ذر المدنية لخاطبه قائلاً: صبراً أبا ذر على المصيبة، ويكفيك فخراً أن معك أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وحالك أحسن من حالي يوم عدا علي قومي فقتلوني، فلما رأيت ما وهب لي ربي من الخير على المصيبة تمنيت بما قد قرأته يا أبا ذر في سورة ياسين حين قلت: