[من كلام له # خاطب به أبا ذر يوم أخرجه عثمان من المدينة]
  {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ٢٦ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ٢٧}[يس]، ولسان حال الوصي # يقول: يا أبا ذر إن من غضبت له يصحبك في حضرك والأسفار، وفي ليلك والنهار، فلا تخف ولا تحزن إن الله معك.
  ويا لها من كلمة تطفئ حر وألم سياط القهر، وتشعر بسبق من وجهت إليه والظفر، فأبو ذر حقيق بها، ولم يبق إلا أن يقول كما قال صاحب آل ياسين.
  ثم خاطبه أمير المؤمنين بقوله: (إن القوم خافوك على دنياهم، وخفتهم على دينك) شهادة أخرى ممن هو من رسول الله كهارون من موسى إلا النبوة وفي حال خطاب أمير المؤمنين بهذه الكلمات لأبي ذر يذكر الإنسان مقام جبريل والنبي وأمير المؤمنين في أحد حين قال جبريل: «إن هذه المواساة يا رسول الله، فقال النبي: وما يمنعه فإنه مني وأنا منه، فقال جبريل #: وأنا منكما».
  انظر بالله عليك إلى الوفاء، وإلى طريقة العظماء الأوفياء، وأصحاب الرأفة والرحمة على عباد الله الصالحين وعلى المقهورين من الخيرة والصالحين، أمير المؤمنين يتقطع قلبه ألماً حين ينظر إلى صاحبه ووليه أبي ذر الغفار ¥ وهو يكفكف دموعه في عينيه، ويركب دابته ويصحب زوجته المسكينة، مع قلة في الزاد وبعد السفر ومفارقة رسول الله ÷