جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قوله #: أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا]

صفحة 78 - الجزء 1

  ولا يمضي على هذه الطريقة إلا من أمعن النظر في عواقب الأمور وأطال فكره في الموت وما بعده ورسم أمامه الجنة والنار ونظر في المحشر وأحواله وفي يوم القيامة وأهواله وتمثل له أشخاص ممن عرفهم في زمانه يعضون على أيديهم ندماً يوم القيامة، وعاد على نفسه موبخاً وذاماً لعلمه بما وقع فيه من الزلات بعينه ولسانه وجنانه عند ذلك ضعف عن حمل أوزاره فهب من رقدة الغافلين وأقبل بوله وندم وإخلاص وعزم يطلب من الله حط الأوزار من صحيفته ويلح على من أحياه وسوف يميته ثم يبعثه ويحاسبه أن يضم خبره وأن لا يهتك ستره يوم القيامة بين خلقه، وعندها ترك الأذى لعباد الله المساكين واشتغل بنفسه وتلطف لمن قد ظلمه وآذاه طالباً بذلك البراء والسمحان مع خوف وبكاء وندم، نسأل الله من بيده أنفسنا أن يقبل توبتنا ويقيل عثرتنا ويغفر زلتنا إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.