[قوله #: أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا]
  خذلان أهل زمانه ففي بداية الأمر وبعد موت رسول الله ÷ انتقال البناء عن أساسه فكيف له بالنهي عن المنكر وحين تمكن من تغيير المنكر قامت عليه الأعداء من كل ناحية وتحول الأتباع بعد وقعة صفين إلى أذلاء وعبيد للدنيا، ثم بين لهم سلام الله عليه ما هم عليه من الدين كي لا يغتروا بصحبته بقوله: (أفبهذا تريدون أن تجاوروا الله في دار قدسه ...) إلى آخر كلامه سلام الله عليه ورضوانه.
  وأخيراً: (لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين له).
  نعم، هذا ديدن أهل الضلال من الفراعنة والجبابرة في هذه الأمة يوهمون الناس أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فيغتر بهم الهمج الرعاع في كل زمان ومكان، أمثال بني أميه وبني العباس ومن مسلكهم، ولا ينجو إلا من سبقت لهم من الله الحسنى الذين أخذوا دينهم وعقائدهم من عين صافية سلكوا طريق الهداة في أصول دينهم وفروعه وعملوا بما علموا به عن رسول الله ÷ في أهل بيته مثل: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى»، قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».