[كلام بليغ له # في الحث على الصدقة]
  فقال النبي ÷: «اقطع لسانه يا علي» فأخذ أمير المؤمنين بيده فقال الرجل: ما تريد؟ قال: (أنفذ فيك حكم رسول الله ÷) فقاده إلى الغنائم فقال: (اختر ما أعطاك رسول الله أو مائة ناقة، وإنما نقص عليك رسول الله ÷ لعلمه أنك لست طماعاً مثلها)، عند ذلك قال: بأبي ما أعلمكم وما أحلمكم وما أكرمكم يا أهل هذا البيت، وذلك حين علم بما أراد النبي ÷ من قوله: «اقطع لسانه يا علي» أن المعنى: زده كي نسلم من لسانه.
  عودة إلى قول أمير المؤمنين #: (وإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غداً حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمله إياه وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه، فلعلك تطلبه فلا تجده، واغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك) سبحان الله العظيم واهب الألسن ومانح العقول! انظر في قوله #: (وإذا وجدت من أهل الفاقة) أراد # بأهل الفاقة الفقراء، وهل شيء أكثر من الفقراء في زمانه وفي كل زمان ولكنه سلام الله عليه يريد أن يصور للحسن # فضل الإنفاق على الضعفاء والمساكين وأنهم حقيقون بالبحث عنهم ولو تعب الباحث كي يحصل عليهم ويعطيهم مما أعطاه الله وأن يعتبر ذلك غنماً عظيماً ومكسباً جسيماً، ففي هذه الكلمات من الحث