جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[كلام بليغ له # في الحث على الصدقة]

صفحة 83 - الجزء 1

  فلا تجده) أراد بذلك أن يعطي الإنسان في حال غناه وعافيته وأن لا تغره الأمانى الخادعة والآمال الكاذبة حتى توافيه منيته فيخلف ما جمع لمن خلفهم بعده يتهنأون به ويكون لهم جماله وعليه، وباله، وقد شمله من عناهم الله بقوله: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ٣٣ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ٣٤ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ٣٥ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ٣٦ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ٣٧}⁣[الحاقة].

  ثم قال #: (واغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك) نعم، القضاء في ذلك اليوم أبلغ من العافية بعد البلاء، وأبلغ من وجود الماء بعد الظمأ في اليوم الصائف، وأعظم من الأمان للهارب الخائف، وألذ من الفطور عند الصائم؛ لأنه قضاء في يوم لا تملك فيه نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله، فالسعيد من يغنم الفرصة في بقية أيامه يقدم رحله مع الفقراء أمامه ويرتاد لنفسه زاداً يبلغه فأيام الحياة معدودة والأعمار محدودة ولا يدري الإنسان ما اسمه غداً، كما قال النبي ÷، والسعيد من وعظ بغيره.

  وقد رأينا من بخلوا على أنفسهم بشيء من أموالهم كيف عفرت خدودهم بين التراب وفارقوا أحبابهم والأصحاب فكتبوا في عداد المنسيين لا يسعدون باكياً ولا يجيبون داعياً،