القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

من وصايا الإمام #

صفحة 104 - الجزء 1

  وأهل بيته، حيث كتب للحجاج إلى بيت الله الحرام في سنة (٦٠٩) هـ، كتاب الزيارات، ضمنه زيارة عظيمة، وشكاية أليمة للنبي ÷، وزيارات لأهل البيت $ ولبعض الصحابة في مكة والمدينة، والزيارات له دور كبير في تعريف المسلم بفضل النبي ÷، وفضل أهل بيته، واستشعار مكانتهم في الإسلام، وعنائهم في سبيل الدين، وغرس المودة والتعظيم لهم، من خلال قصدهم إلى مراقدهم بالزيارة، والوصول إليهم وإن عظمت الشقة، وبعُدت المسافة، وكثُرت الأخطار.

  وهذه الزيارات الفاضلة تتميز بالألفاظ الجزلة، والعبارات البليغة، التي تحمل في طياتها غاية التعظيم، وفخامة التبجيل لمن يزار بها.

  الثالث: في القصائد الشعرية والأدبية التي كان يوجهها إلى أبنائه، فما يولد له ولد إلا ويقول فيه قصيدة شعرية، يوصيه فيها بالعلم وتعلمه وتعليمه، وحفظه وتطبيقه، ويأمره بمكارم الأخلاق، من الصدق والوفاء، والكرم والشجاعة والسخاء، والبذل وصلة الرحم وحفظ الجار وصيانة المسلمين، إلى غير ذلك.

  وقد اشتمل ديوان شعر الإمام المنصور بالله #، المسمى (مطالع الأنوار ومشارق الشموس والأقمار) على تلك القصائد الهامة.

  وقد نبه الإمام # على ذلك في وصيته الآتية الذكر، حيث قال: وقد حَرَّضْنَا الأولادَ الذُّكرانَ بما أمكنَ، وجعلناه نظماً فهو أمتعُ، ووصيتُهُ أرفعُ.

  ثم ذكر وصيته للرجال فقال #:

  فأمرنا الرجالَ بمكارمِ الأخلاقِ، والصبرِ في مَواطنِ الجِلادِ، والدِّفاعِ عن الدِّينِ،