من وصايا الإمام #
  وحفظِ الجارِ والصاحبِ، وإكرامِ الضيفِ، والحُلْمِ عن السفيِهِ، وجَمْعِ العلمِ، وتعظيمِ أربابِهِ، وطاعةِ الأئمةِ، والأمراءِ إنْ كانوا مأمورين، وحُسْنِ السياسةِ إنْ كانوا آمرين، ومُنَابَذَةِ الظلمةِ عموماً، والفرقةِ المرتدةِ الغويةِ، المسماةِ بالمُطَّرَفية خصوصاً، ورعايةِ حَقِّ الجار وابنِ العمِّ والصَّاحبِ، ولم نَذْكُرْ لهمُ الأَخَ لأَنَّا استعظمنا أنْ يَجفوَ الأَخُ أَخَاهُ، وأنْ نَحضَّ على هذه الأَشرافَ والرؤساءَ، وعَلمنا مِنْ نفوسِنَا أَنَّا كُنَّا لإخوانِنَا وهم لنا بحيثُ لا سبيلَ إلى مجالٍ يتسعُ في ذِكْرِ البِّرِ والنَّصَفَةِ بيننا لوقوعِ ذلك إلى حَدٍّ لا مزيدَ عليه، ولا معنى لسؤالِ مَنْ نسألُهُ ونرجو أنهم كذلك إنْ شاءَ الله تعالى، وأفضل.
  الرابع: في ما وضعه من الرسائل التي أودعها التعليمات الإسلامية، بالتعريف بكيفية أداء الواجبات والفروض الشرعية، كرسالة الثبات فيما على البنين والبنات، وتسمى الوصية السنية للذرية الزكية.
  وقد وضع الإمام # فيها من النصائح الكافية، والمواعظ الشافية، وبيان الحقوق اللازمة، ما لا يستغني عنها أحد من الناس.
  وقد صاغ تلك الرسالة البديعة، والوصية السنية الرفيعة، بألفاظِ أنيقة، وعبارات رشيقة، اشتملت على معانٍ غزيرةُ، وفوائد متعددة ومتنوعة، بأسلوبِ رائع، وكلام جامع، وقد جمعتْ فواضل الفضائل، وكرائم الشمائل، ومكارمَ الأخلاقِ والأفعال، وحميد الخصال، ومحاسنَ الأعمالِ، وشريف المزايا، وأسرارَ العلمِ، وينابيعَ الحُكمِ، بفصاحة لسان، وحلاوةِ منطقِ وحسن بيان، وقوة حجة وبرهانِ.