من وصايا الإمام #
  إشارةً لتضايقِ الأوقاتِ، وتراكُمِ الأشغالِ والحاجاتِ.
  فعليهنَّ تَعَرُّفُ ما يلزمُ معرفَتُهُ فيما أشرنا إليه. فإنما جعلنا هذه الرسالةَ تنبيهاً لا بياناً إلا في القليلِ. وعليهن المودةُ بعضُهُنَّ لبعضٍ، والأُخوةُ فهمُ القَوَّامُوْنَ عليهنَّ.
  وما أمكنهن وإخوتُهن وسائرُ المسلمين أن يفعلوه عني في حال حياتي وبعد وفاتي، أو يوصون به من يقبل الوصية، من صدقة عني، أو برٍّ، أو قتل مطرفي، أو مرتد من فرق الضلالة، أو إحسان، أو صلاة، أو صيام، أو إخراج صدقة فطر، أو زكاة، أو نذر، فليفعلوا جزاهم الله خيراً، وهو من البر لي، والإحسان إليّ الذي وصى فيه الحكيم سبحانه، ولا يستقللن من ذلك قليلاً، ولا يستكثرن كثيراً، القليل يكثره الله سبحانه، والكثير هو يستحقه.
  ويستأذنّ الأزواج فيما يفعلن من ذلك إلا أن يكون من أموالهن فلا ضير ولا حرج، وما أمكن من عتق أو حج، أو عمارة مسجد أو منهل، فإن ذلك لي نفعه ولفاعله ثوابه مضاعفاً، لأن فيه بر الوالد وطاعة الرب. إلى آخر الوصية.
  فهذه الوصية العظيمة، والآداب الكريمة، التي تبين مدى اهتمام الإمام المنصور بالله # بالتعليم والتأديب بالآداب الإسلامية، التي غفل عنها الناس، ولم يعد عندهم اهتمام بها رأساً، إلا من عصم الله.
  وقد أوردتها كاملة، لأهميتها وحاجتنا إليها، ولم أحذف إلا اليسير للاختصار.