القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الإرهاصات المبشرة بالإمام المنصور بالله

صفحة 14 - الجزء 1

  السلام إلى سنة (٥٨٣) هـ، العام الذي فيه كانت دعوة الإمام المنصور بالله للاحتساب، لم يظهر إمام يضبط الأمور، ويقود الجمهور.

الإرهاصات المبشرة بالإمام المنصور بالله

  وكان الإمام المنصور بالله # كانت تلوح في جبينه مخائل الإمامة، وتظهر على وجهه ملامح الزعامة، فالأمة بحاجة إلى قائد يقودها، ويطهر بالسيف أوزارها، ولقد كانت الإرهاصات والتفاؤلات تشير إلى أن الفتى الذي فاق أقرانه هو الذي سيصير إمام الأمة، ومن تلك الإرهاصات ما يلي:

  أولاً: ما حكاه مؤلفو سيرته من أنه لما ولد #: ازداد ضوء الصباح، وعلا علواً جاوز المعتاد، حتى بلغ دوين السقف، واستقام على ذلك⁣(⁣١).

  ثانياً: أن والده حمزة بن سليمان # رأى أنه ظهر منه نورٌ ملأ الأرض كلها فعبره على جدة له شريفة فاضلة اسمها سيدة بنت عبد الله القاسمي وكانت مؤمنة تقية حافظة للقرآن، فقالت: أكتمه، فقد قيل إنه لا بد أن يظهر منك أو من أبيك المنصورُ، أو من يدل عليه. ثم عبر رؤياه على رجل من أهل صنعاء، وهو يتعجب منها، فلما استكملها قال: أبشر يا حمزة بإمام من ذريتك⁣(⁣٢).


(١) الدر المنثور - خ -، الحدائق الوردية (٢/، التحفة العنبرية - خ -، الترجمان - خ -، اللآلئ المضيئة - خ -، الزحيف - خ - وغيرها.

(٢) نفس المصادر المتقدمة.