صفة مجلسه #
  ومنها: للقراءة عليه في كتب الأخبار وغيرها، وسماعها عنه، ويعرض عليه في خلال ذلك المسائل ممن يحضر من العلماء وأهل المعرفة في كل فن من فنون العلم، فيبينها ويوضحها، ويروي من الأخبار والقصص السالفة ما يعجز عنه البلغاء وأهل المعرفة إلى ضحوة.
  ومنها: الاشتغال بحوائج الناس العامة والخاصة، وتصدير الكتب إلى البلاد، والإجابة عن الوارد منها، والجواب عن المسائل والفتاوى وغيرها إلى آخر النهار.
  ومن بعد صلاة المغرب، القراءة عليه في الأخبار وغيرها إلى قدر ثلث الليل أو ربعه، وفي عرض هذه الأشياء، لا يفارقه كتاب يقرأ فيه.
  هذا مع الصوم المستمر الشهور والأعوام، إلا في النادر عند قدومه إلى أهله فيقع السؤال، فيفطر اليومين والثلاث، وإن كان قليلاً ما يتصل بهم.
  ولقد أقام عن ولده محمد وأمه - وهي من أحب أزواجه إليه وأخصهن عنده - ثلاث سنين وتزيد قليلاً، كلما همّ بزيارتهم عاقت عوائق، آثر فيها رضا الله سبحانه، أو يصيبه مرض، فهذه طريقته وسيرته في أوقاته على مر الأيام سلام الله عليه.