القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب (الإمامة الصغرى)

صفحة 25 - الجزء 1

دعوتا الإمام # الصغرى والكبرى

الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب (الإمامة الصغرى)

  تقدم وصف الحال التي يعيشها اليمن قبل قيام الإمام المنصور بالله # وانتصابه للأمر، وكانت اليمن عموماً والزيدية خصوصاً تعيش حالة انتظار للرجل المؤهل للقيام بالأمر المهم، وتخليص اليمن وأهله مما هو فيه من الفتن، فإذا بصوت الإمامة الحيّ يدب في روح الجسد الزيدي ليعود إلى الدفاع عن دين الله، وتجديد شرائع الله، وإقامة الحدود، ونصر المستضعفين، فإذا بالشاب الذي طال ما امتدت إليه الأعناق، وشاع صيته في الآفاق، الذي لم يزل في الثانية والعشرين من عمره، وقد حاز علوم الاجتهاد، وحفظ علوم الآباء والأجداد، يقوم بدعاء الناس إلى طاعة الله تعالى وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد الظالمين وإظهار كلمة الحق ورفع الفساد، وذلك في سنة (٥٨٣) هـ، فأجابه أهل الجوفين كافة، فبايعهم «للرضى من آل محمد»، لأنه كان طامعاً في قيام الأمير الكبير شمس الدين شيخ آل الرسول يحيى بن أحمد؛ بل كل الخلق طامعون فيه، وكان الإمام # حريصاً مجتهداً على أن يكون من أنصاره، فهذه هي الدعوة الأولى الخاصة التي قام بها # احتساباً وانتظاراً لقائم الآل.

  وأقام في الجوف فأصلح أحوال أهله، وهداهم إلى سبيل الرشاد بعد أن كانوا على الغي والضلال، والفساد في المعاملات، فإنهم كانوا يتظاهرون بالربا والفسوق، وظلم الحقوق، وكانت المرأة إذا طلقها زوجها زوجت قبل انقضاء