القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

دعوتا الإمام # الصغرى والكبرى

صفحة 40 - الجزء 1

  الطاعة لله ولنا)، قالوا: ومتى عصيناك، فقال: (أردت ذلك تأكيداً).

  وفي الطريق لقيتهم قبائل متمردة، فجرى بينهم مهاوشة وأخذ شيئاً من سلاحهم.

  ثم تقدم الإمام ومن معه إلى موضع يقال له: بنو الطربي⁣(⁣١)، فتلقاهم الشرفاء أولاد يحيى بن الحسين بالإنصاف والإكرام وأقاموا عندهم ثلاثة أيام، وجاءته كتب من أهل مسور يستدعونه إلى بلادهم، وجاء أهل شهارة⁣(⁣٢) يدعونه إلى جبلهم، فأمر معهم صنوه عماد الدين يحيى بن حمزة في ثلاثين رجلاً.

  ثم نهض في الليل متوجهاً إلى الجوف - والبلاد كلها في يد سيف الإسلام -، فمر بقارن⁣(⁣٣) وقاعة⁣(⁣٤) وقطع البون⁣(⁣٥) نصفين، وكمن نهاره.

  ثم صدر إلى براقش فتلقاه الشرفاء آل أحمد بن جعفر بما هم أهله، فنزل في دار كبيرهم والمقدم فيهم شريف بن علي، وكان الإمام قد عزم على التقدم إلى الجوف


(١) بنو الطربي: مركز من مديرية كحلان عفار، يشمل عدة من القرى، يسكنها قبائل من حاشد.

(٢) شهارة: مدينة مشهورة في بلاد الأهنوم شمال مدينة حجة، وهي عبارة عن مدينتين شهارة الأمير نسبة إلى الأمير ذي الشرفين محمد بن جعفر بن القاسم العياني $، وشهارة الفيش، وهما في أعلى جبلين بينهما هاوية عميقة يربط بينهما جسر حجري جعلهما مدينة واحدة، وتفصيل حالها يطول.

(٣) قارن: قرية غربي مدينة عمران، تتبع مديرية عيال يزيد، وهي عامرة في ظاهر مصانع حمير، مطلة على البون الأعلى من غربيه.

(٤) قاعة: بلدة وحصن في منطقة عيال حاتم من مديرية جبل عيال يزيد وأعمال عمران، وكانت من مناطق تجمع المطرفية، وأول من سكنها منهم عليان بن إبراهيم.

(٥) والبون: قاع فسيح يمتد من جنوب مدينة عمران إلى شوابة، ومساحته ٦٠ كم تقريباً.