القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب (الإمامة الصغرى)

صفحة 42 - الجزء 1

  فلما علموا بتوجهه إليهم علموا أن لا طاقة لهم به، وأنه لن يدفع الشر عنهم إلا زعيم من أهل البيت $ فتوجه المشائخ من آل المكم ومن بني صاع ومن آل القبيب ومن بكيل ووادعة وحاشد وغيرهم إلى الإمام وسألوه التقدم معهم والمدافعة عنهم وألحوا عليه في السؤال، وقالوا: «نجاهد بين يديك، وننفق الأموال والأنفس في سبيل الله» فرغب الإمام فيما عند الله، وساعدهم، وطلع إلى الظاهر.

  فاجتمعت إليه قبائل وادعة وبكيل وحاشد والصيد وغيرهم فحلفوا له الأيمان المؤكدة على النصيحة.

  فلما علمت العجم بذلك اضطرب أمرهم، فنهض (بوزبا) بالعساكر الكثيرة فحط بريدة، وكان غرضه الحط على الجبال.

  وكان عدد الجيش الذين مع الإمام # قدر ثمانين فارساً، والرجل كثير أهل الفياس منهم قدر ألفين وخمسمائة وسائر أهل السلاح جم غفير.

  وكانت خيل الغز قدر ثمانمائة فارس سوى البغال والبراذين، فأما الرجل فشيء كثير ما يحصى.

  فوقع الحرب يوماً في شق السهل فانكسر الغز وانهزموا بفضل الله وبركة الإمام.

  ثم عزم الإمام على بياتهم في محطتهم بمن معه من العسكر، وأن يترك ألف راجل في حصن (تلفم) وهو حصن مطل على ريدة من ناحية البون، ويقصد المحطة بباقي العسكر.

  ولكن الخلل وقع في عسكره فإن كبارهم فسدوا وطمعوا وعمل فيهم الدينار والدرهم، ووعدهم (بوزبا) بالأموال والخلع، فتقوت عزائم العجم وتحركوا