القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

دعوتا الإمام # الصغرى والكبرى

صفحة 43 - الجزء 1

  للحرب، فأمر الإمام أصحابه بالإمساك فلم يتقيدوا، فلما التقى الجمعان وتصادمت الخيل انهزم من كان في نفسه الفساد، ولم يبق مع الإمام سوى ثمانية فرسان أو تسعة وقدر خمسة عشر راجلاً فقال الإمام: «لا بد من لقاء القوم» فلما رأوا راية الإمام قاصدة نحوهم وقع حرب شديد قتل بين يدي الإمام قدر أربعة عشر راجلاً وهو لازم ما ثنى رأس فرسه عن العدو حتى تخلص باقي أصحابه، وألم به العدو من جميع جوانبه ما بينه وبينهم فارس ولا راجل، ولكن الله ألقى الهيبة في قلوبهم لما شاهدوه من شدة بأسه حتى انهزموا، وكان في ذلك عز الإسلام ونصر الحق وإنزال الرعب في قلوب أعداء الإمام #.

  وروي عن الإمام # أنه قال حاكياً عن نفسه يوم وقعة عجيب: (ما دخل قلبي خوف ولا فزع ولا رهبة من القتل، وإن الشهادة كانت أحب إلي لولا أني رجوت أن السلامة أصلح للإسلام والمسلمين، وأن تقع الرغبة في ذلك أو في من تقع الشهادة ما وليت من ذلك المقام حتى يقضي الله من الشهادة ما يقضي، ولكان أحب إلي وأسر لقلبي).

  وكانت وقعة عجيب يوم عاشر المحرم أول سنة تسع وثمانين وخمسمائة (٥٨٩) هـ.

  وبقي الإمام # في دعوة الإحتساب ما يقرب من عشر سنوات أو إحدى عشرة سنة، ناشراً للعدل، قائماً بالحق، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، فهذه بعض الأحداث التي وقعت في وقت الإحتساب وكان لها دور كبير في تمهيد قواعد الدعوة العامة.