القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الدعوة الثانية: دعوة الإمامة العظمى (العامة)

صفحة 52 - الجزء 1

  والشرح في هذا يطول.

[وفود المخلاف السليماني]

  وممن وصل إلى الإمام #: الأمير الشريف نظام الدين السيد يحيى بن علي بن الحسن بن فليتة السليماني الحسني، وكان من الفضل والعلم والخصال المحمودة في أعلى منزلة، وكان ممن يرجى للقيام، وحفظ بيضة الإسلام، ولما بلغت إليه دعوة الإمام نشرها، ودعا الناس إليها في تلك الجهة، فسمعوا وأطاعوا وبايعوا، وأجرى أحكام الله تعالى على مقتضاها، وأصلح ما يواليه منها.

  ثم وفد من تهامة في شهر صفر من سنة (٥٩٦) هـ، في خيل من أصحابه وشيعته، فخرج الإمام في لقائه، وركب الجند، وخرج أهل المدينة، وراح الكل بعد السلام إلى المسجد المعمور بالمشاهد المقدسة سلام الله على ساكنيها، فلما استقر المجلس في ذلك المجمع افتتح السيد الكلام بالحمد لله تعالى والثناء عليه، وأكثر من الشكر لله سبحانه على تعجيل اللقاء والاجتماع بالإمام #، وأقسم بالله تعالى لقد حسبت الهلاك في التوقف عن القيام بأمر الله، وما كان تأخري عن ذلك إلا ترجياً لقيام الإمام #، ثم قال:

  ولما وصلتني دعوته المباركة استبشرت بها، وتلقيتها بالطاعة والقبول، وضربت بيدي اليمنى على اليسرى أخذاً للبيعة على نفسي، ونشرتها مجتهداً طاقتي، وأقسم بالله تعالى ثانية إني لباق على بيعته متمسك بطاعته.

  ثم قال للحاضرين مبشراً لهم: إنكم لعلى سبيل المتقين، وإمامكم على