الدعوة الثانية: دعوة الإمامة العظمى (العامة)
  الحق اليقين، ولقد وجدت في ملحمة قديمة قد بلي ورقها من طول المدة اسم إمام الحق عبد الله، وفيها ذكر صفاته، واستقامة دولته، وظهور كلمته، فأبشروا بذلك إن شاء الله، فهو إمام الحق، الناطق بالصدق، وإنكم على سبيل النجاة فعليكم بالجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، فإن ذلك فرض واجب عليكم، لقول الله تعالى: {وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[التوبة: ٤١]، فألزم الكافة بالجهاد بالأموال جميعها من غير تخصيص لشيء معين منها، وأوسع في الكلام في نشر فضائل الإمام #، وأكثره موشح بآيات القرآن كل شيء منها في موضعه؛ فاطمأنت نفوس من سمع كلامه، وازدادوا يقيناً في أمر الإمام #.
  وممن وفد أيضاً: الفقيه شهاب الدين أبو القاسم بن حسين بن شبيب الخشني من ناحية الشرفاء بني سليمان بتهامة، وهو من العلماء وأهل المعرفة والفضل.
  ووفد إليه الوفود من الجهات التهامية والمخلاف السليماني: فوصلت القبائل من جهات المغرب سامعة طائعة.
  ووفد إليه نيف وسبعون رجلاً من الشرفاء السليمانيين ومواليهم، والمقدمون منهم: قاسم بن محمد بن غانم اليحيوي، وعيسى بن مرير السماحي، ويوسف بن علي العلوي، والحسن بن علي الجياشي، ومنصور بن سليمان اليحيوي، وقد كان وصل السيد يحيى بن علي في جماعة فيهم علي بن يحيى السماحي.