عمارة مشاهد الأئمة #
  وكان قبر الشهيد إبراهيم بن حمزة في لصف من بلاد نهم، فبلغ الإمام # عدم اهتمامهم بمشهده، فكتب إليهم كتاباً، قال فيه:
  فقد بلغنا جفوتكم للشهيد الذي ثوى بين أظهركم، وحط رحله في أفنيتكم، وجاد بنفسه دون بلادكم، واستقبل بوجهه العدو صبراً واحتساباً، حين زاغت الأبصار فشلاً، وبلغت القلوب الحناجر وجلاً، وظن قوم بالله الظنون جزعاً، وابتلي المؤمنون بالهزيمة امتحاناً، وزلزلوا زلزالاً بالحادثة اختباراً، فرَخُص عنده من الموت ما غلا عند غيره، وغلا عنده من الفرار ما رخص عند سواه، وعلم القصد فتمم العزم، ومضى على البصيرة، على منهاج السلف الصالح، مستقلاً لكثرة العدو وعزمه، مستصغراً لعظيمة نجدة.
  فبلغنا أنكم هاجرون لقبره، قالون لمصرعه، قد صغرتم منه ما عظم الله - سبحانه جهلاً، وجهلتم ما علم الصالحون حيرة وشكاً، كأنكم لم تسمعوا قول محمد ÷ فينا أهل البيت خاصة: «أقرب الناس مني موقفاً يوم القيامة بعد حمزة وجعفر، رجلٌ منا أهل البيت خرج بسيفه فقاتل إماماً ظالماً فقتل».
  فهلا رحمكم الله استشفيتم بتراب مصرعه من الأدواء، وسألتم بتربة مضجعه رفع الأسواء، واستمطرتم ببركة قبره من رحمة ربكم طوالع الأنواء، وعظمتم حاله كما يعظم حال الشهداء، وأوجبتم من حقه ما ضيع الأعداء، وعمرتم على قبره مشهداً، وجعلتموه للاستغفار مثابة ومقصداً، ونذرتم له النذور تقرباً، وزرتموه تودداً إلى الله سبحانه وإلى رسوله ÷ وإلينا وتحبباً، فقد روينا عن