عمارة مشاهد الأئمة #
  أبينا رسول الله ÷ في حديث فيه بعض الطول: أنه نظر إلى الحسن والحسين @ وهما يلعبان بين يديه، فبكى، فهابه أهل المنزل أن يسألوه، فوثب عليه الحسين # فقال: ما يبكيك يا أبة؟ فقال: «يا بني، إني سررت بكم اليوم سروراً لم أسر بكم قبله مثله، فجاءني جبريل، فأخبرني أنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى»، قال: يا أبت، فمن يزورنا على تباين قبورنا؟ قال: «قوم من أمتي، يريدون بذلك بري وصلتي، إذا كان يوم القيامة أتيت حتى آخذ بأعضادهم فأنجيهم من أهوالها وشدائدها».
  ألا فاعلموا بعد الذي بلغنا عنكم أنا قد قلينا له جواركم، ورغبنا به عن داركم، وعملنا بعد الخيرة لله سبحانه على نقله من أوطانكم إلى من يعرف حقه، ويتيقن فضله وسبقه، فلو رعيتم له حرمة القرابة، وفضل وراثة النبوة؛ لعلمتم حرمة ذلك الدم الزاكي، وكثر عليه منكم الباكون والبواكي؛ فإن كان ذلك من غرضكم، فإنا نفعله إن شاء الله تعالى، وإن لم يكن من إرادتكم فلسنا نتركه بتوفيق الله سبحانه، فاعلموا، والسلام، وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي وآله وسلم.
  ثم نقله الإمام # إلى جوار مسجده الذي بناه بالجوف، في الموضع المعروف بالزاهر، وعمر عليه مشهداً، وهو إلى الآن مشهور مزور.