مقدمة المؤلف
مقدمة المؤلف
  
  الحمد لله الوهاب المنان، الذي مَنَّ على الإنسان، فهدَاهُ وأنْطَقَ له اللسان، وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى من عدنان، المرسل إلى كافة الإنس والجان، وعلى آله الطاهرين قرناء القرآن، وعلى أصحابه المقتفين آثارهُ والتابعين لهم بإحسان، أما بعد ... فإنه سألني بعض من يرد عليه الناس لفصل الخصومات(١) بأن أجمع له ما يحتاج إليه من أحكام المسائل الواردات، وغيرها مما تدعو إليه الحاجات، فأجبته ووضعتُها في ورقات إذ ذلك متيسَّر لي، كما هو متيسَّر لأمثالي وسميته: «عِقْدَ الجُمَان المنتقى من الشرح والبيان» وغيرهما من الفوائد الحسان المعتمدة في الزمان، وعمدتي في النقل شرح الأزهار والبيان وحواشيهما والبحر والمقصد الحسن وحاشية القاضي إبراهيم السحولي وغيرها من الكتب المتداولة بين أهل المذهب الشريف أعزه الله، وفوائد خارجة عن ذلك كمسألة الشركة العرفية، ومسألة القِرَدَة(٢)، ومسألة الأغرام، وغير ذلك مما تدعو إليه حاجة السائل كما فهمتُ من قصده؛ فصار بحمد الله جليلَ المقدار، نُزْهةً للأبصار، مع ما حوى من
(١) في (ب): سألني بعض من ترد عليه فصل خصومات.
(٢) كان في عصر المؤلف | تهجمُ القرود على مزارع الناس وتعبث بالحصاد من الحب والذرة، فيجعلواحاميًا لتلك المزارع من عبث القرود على كل صاحب مزرعة شيء معين من الأجرة. تمت.