همسة في أذن مشائخنا وزملائنا المنشغلين بالتدريس:
  قرأهما بإتقان يصبح فقيها، ويكتفي بهما عن الكثير من المطولات في كتب الفقه، ولله دره.
همسة في أذن مشائخنا وزملائنا المنشغلين بالتدريس:
  لا شك أن التعلم بالقلم وَجَعْلَ الشيِخ طُلَّابَهُ يكتبون بأيديهم دروس الفقه والفرائض - لهو أمر عظيم، وطيد الأركان، قوي البنيان في صناعة طالب العلم الذي يرجى منه خدمة هذا الدين، ولا سيما أن تلك السجية هي وصية الله لنبيه، كما جاء في الذكر الحكيم: {ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤} فأهمس في أذن كل إخواني ومشائخي بالتمسك بهذه الوصية، لا سيما وهي سر من أسرار نجاح الرسالة العلمية، واستيعابها لدى الطلاب؛ ليهضموا كل ما يتلقونه عن مشائخهم: من مسائل فقهية، وفرائض، ونكت علمية، وهو شبيه بتقييد وتحريز الصيد، كما قيل:
  العلم صيد والكتابة قيدهُ ... قيد صيودَك بالحبال الواثقه
  وقول آخر:
  كل علم ليس في القرطاس ضاعا ... كل سر جاوز الاثنين شاعا
  وكل عالم يلقي دروسه على طلابه ولا يملي عليهم المفيد من مسائل الفقه والفرائض وغيرهما، ويكتفي بالمشافهة يُعَدُّ: خائنًا لرسالته العلمية، ومُقَصِّرًا في أداء مهنته التدريسية؛ فيبقى الطالب بين يديه وحوله سنين عديدة لا يخرج بحصيلة مفيدة، وقد ذكر ذلك شيخ أشياخي سَيْدَنَا أحمد الشمط رحمة الله تغشاه، ولله دره في كتابه الثمار المجتناة، كيف لا وكتاب الله وسائر كتب العلم لم تصل إلينا منذ الأزمان الغابرة إلا بالتقييد والكتابة بالأحبار