عقد الجمان المنتقى من الشرح والبيان،

علي بن الحسن الشبيبي (المتوفى: 1203 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 3 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  الحمد لله الذي حثَّ بريته على الهجرة والسفر للتفقه في الدين؛ فقال في الذكر المبين: {فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ ١٢٢}⁣[التوبة: ١٢٢]. والصلاة والسلام على الصادق الأمين الذي حصر الخير كل الخير في تحصيل الفقه في الدين؛ فقال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»، والقائل: «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد» صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين قرناء الكتاب، وصفوة رب الأرباب، جبال العلم، وبحور الفقه، وأئمتنا في الدنيا، وشفعاؤنا يوم العرض على الله يوم الحساب، وبعد: فإن هذين المختصرين: «عقد الجمان المنتزع من الشرح والبيان، ودرة الخائض في علم الفرائض» لهما من أجل ما حقق وطبع وأخرج للناس؛ لما اشتملا عليه من الفوائد الكثيرة، وقد عمد مؤلفهما القاضي العلامة علي بن حسن الشبيبي | على زبرهما بطريقة سهلة وميسرة؛ فَبَسَّطَ ألفاظهما، وسهل مفرداتهما لطلاب العلم، وجمع فيهما المسائل المهمة، والحاصلة الحدوث، وقد دعاه إلى ذلك أن اتفق في بعض الجهات بصبي لَمَّا يبلغ الحلم كما ذكره في مقدمة كتابه؛ فناقشه في بعض المسائل؛ فأجابه: بردود بهرت عقله؛ فسأله عما دَرَسَهُ في هذا السن؛ فأجابه بأنهم يدرسون عند الابتداء متن أبي شجاع؛ فَهَمَّ الْمُصَنِّفُ بتأليف هذين المختصرين؛ ليفيد بهما المبتدئين من أصحابنا؛ فمن