والأقلام والأوراق؟! ولا ريب أن التفقه في الدين لهو من أعظم الجهاد في سبيل الله؛ فهو جهاد بنشر العلم، والمعرفة بين الناس، وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم؛ فالحج فقه، والصوم فقه، والزكاة فقه، والصلاة فقه، والجهاد فقه؛ كما أنها لا تصح الصلاة إلا بوضوء فكذلك الجهاد لا يصح إلا بفقه.

  إنني أستصرخ ضمائر أبناء وطني الحبيب قاطبة بأن يشمروا الساق لتحصيل الفقه، - فقه أهل اليمن - الذي عناه ÷ بقوله: «والفقه يمان» قبل أن تقفر الساحة، وتفتقر من علماء فقه أهل اليمن؛ إنها لمأساة أن يفد على بلادنا ركام هائل من كتب الفقه المستوردة من خارج بلدنا وكتبنا مهجورة وتنام في رفوف مكاتب الجامع الكبير وغيرها، ولا تجد طريقها إلى النور، ونحن في عالم تكنولوجيا المطبوعات الحيدثة الفاخرة، ولدينا مطابع عديدة تطبع مئات الصحف التي تجلب الغثيان واحيانا الطنان وغالبيتها تلقى إلى براميل القمامة والزبالات، وتراثنا الزاخر لم نستوعب حتى اليوم قيمته العلمية، والثقافية. والأدهى والأمر أن كل هذا يحصل في البلاد، ويَمُوتُ الْعُلَمَاءُ عَالِمٌ بَعْدَ الآخَرِ، وَلَا خَلَفَ لَهُ، وَتَكَادُ السَّاحَةُ تَخْلُو مِنْ بَقِيَّةِ الْعُلَمَاءِ الْعَامِلِينَ وَالْفُقَهَاءِ الْعَارِفِينَ.

من مميزات هذين الكتابين:

  ١ - سهولة ألفاظهما، وبساطة عبارتهما.

  ٢ - ضرب الأمثلة للمسائل، وكما قيل: بضرب الأمثال تفهم الأقوال.

  ٣ - احتواء هذين المختصرين للمسائل المهمة في فقه العبادات والمعاملات والفرائض بأسلوب بسيط وميسر.