الدعامة في الإمامة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

فصل: في الدلالة على فساد القول بالإختيار

صفحة 140 - الجزء 1

  فإن قال: قول العباس لأمير المؤمنين # (امدد يدك أبايعك) يدل على أنه أراد تثبيت إمامته من جهة الإختيار؟.

  قيل له: هذا من أقوى الأدلة على ما قلناه من أن القائلين بإمامته # إنما يعتمدون النص دون الإختيار، لأن العباس إنما قال له امدد يدك من دون استشارة وطلب رضاء من أهل الحل والعقد بإمامته لتقدم النص على إمامته.

  ألا ترى أنه لو أراد تثبيت إمامته من طريق الإختيار لبدأ بالإستشارة لا بالمبايعة على ما يوجبه مذهب القائلين بالإختيار، وهذا بين لا لبس فيه.

  فإن قال: ما أنكرتم أن يكون رضاء الجماعة الشورى ودخول أمير المؤمنين # فيها فيما يدل على رضائهم بها بالإختيار؟.

  قيل له: ما رضي أمير المؤمنين # ولا أصحابه القائلين بإمامته بالشورى على وجه من الوجوه، وإنما سكتوا عن إظهار النكير، وذلك السبب الذي أوجب سكوتهم عن إظهار النكير في البيعتين المتقدمتين.

  فأما دخوله عليه في الشورى: فقد بينا فيما تقدم أنه لم يكن رضاء بها، وبينا غرضه في ذلك، والسبب الذي دعاه إلى ذلك، وقد روي عنه # التصريح بإظهار كراهة الشورى ومكانه من عمر فيها، وهو قوله # (متى شك في مع الأولين حتى صرت أقرن بهذه النظائر) وهذا بين فساد ما ادعاه السائل من رضاء الجماعة بالشورى.