[مقدمة المؤلف]
[مقدمة المؤلف]
  
  والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
  سألتم وفقنا الله وإياكم إملاء كتاب في نصرة مذاهب الزيدية في الإمامة على إيجاز واختصار فأجبتكم إلى ذلك، علماً مني بأن أصول هذا الباب وإن كانت مذكورة في الكتب فهي منتشرة فيها، وكثير منها يحتاج إلى تلخيص وتهذيب، ومتى جُمِعَت أطرافُها، وهُذِّبَت بالنكت - التي أفادتها محاسنُ الصاحب الجليل، كافي الكفاة، وعماد الدين والإسلام والمسلمين | عند مسألتنا إياه نصرة هذا المذهب - عَظُمَ الإنتفاعُ بذلك، والله ولي التوفيق، ومن عنده المعونة والتسديد.
الكلام في إمامة علي بن أبي طالب #
  إن سأل سائل فقال: - ما الدليل على إمامة أمير المؤمنين # بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟.
  قيل له: أدلة كثيرة:
[الدليل الأول: خبر المنزلة]
  أحدها: قول النبي ÷ «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»(١)، فدل عموم الخبر على أن جميع المنازل التي كانت لهارون من موسى @ ثابتة لأمير المؤمنين #، إلا المنازل التي خصتها الدلالة من نبوة وغيرها.
  وقد ثبت أنَّ من جملة المنازل التي كانت لهارون # أنه كان إليه التصرف على أمة موسى # في الأمور التي يتصرف فيها الإمام على المأموم، والراعي على الرعية، على وجه الخلافة له، وأنه
(١) خبر المنزلة من الأحاديث والأخبار المشهورة عند الموالف والمخالف، فقد رواه أحمد في مسنده (٣/ ٤١٧) رقم (١٠٨٧٩) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق أحمد شاكر (١٠/ ١٠٣) رقم (١١٢١١) [طبعة دار الحديث، القاهرة - مصر - الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] وقال المحقق: إسناده حسن، ورواه في الطبراني في المعجم الكبير (١٩/ ٢٩١) رقم (٦٤٧، ٦٤٦)، وفي البزار في مسنده (٣/ ٦٠) رقم (٨١٧)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (٢/ ٣٦٧) رقم (٣٢٩٤) وقال صحيح الإسناد، وغيرهم كثير.