دليل آخر: [خبر المنزلة]

  وهو قوله ÷ «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» وقد بينا فيما تقدم أن ظاهر الخبر يوجب أن يحكم بأن كل منزلة كانت لهارون # من موسى # فهي ثابتة لأمير المؤمنين # إلا المنازل التي تخصها الدلالة، وإحدى منازله أنه كان أفضل أمة موسى، فيجب في أمير المؤمنين # أن يكون أفضل أمة محمد ÷، وقد أوردنا فيما تقدم ما يحتمله الإستدلال بهذا الخبر من الأسئلة والزيادات وأجبنا عن ذلك.

  فإن قال قائل: ما أنكرتم أن يكون استثناء النبوة يقتضي استثناء هذه المنزلة، لأنا إنما علمنا استحقاق هارون # إياها من حيث كان نبياً؟.

  قيل له: قد بينا فيما تقدم أنها كانت منفصلة من النبوة، فاستثناؤها لا يقتضي استثناء هذه المنزلة، ألا ترى أنه لو وجب ذلك لكان النبي صلى الله عليه وآله لو صرح بثبوت هذه المنزلة مع استثناءه للنبوة حتى يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى في كونه أفضل وفي غير ذلك حتى يسرد منازله ثم قال إلا النبوة لكان هذا الاستثناء مجازاً، ويكون الفصل المستثنى منه قد أفاد ما يقتضي الإستثناء فيه، فلما علمنا أن ذلك يوجب كون الإستثناء مجازاً، ثبت أن استثناء النبوة لا يقتضي استثناءها.