فصل: في أن أمير # قد كان اجتمع فيه من خصال الفضل الظاهر ما صار به أفضل الصحابة
فصل: في أن أمير # قد كان اجتمع فيه من خصال الفضل الظاهر ما صار به أفضل الصحابة
  الذي يدل على ذلك: ما قد ثبت من حاله # أنه قد كان جمع خصال الفضل كلها واستكملها، واختص بها على وجوه لم يشاركه فيها أحد منهم.
  منها: سبقه # جماعتهم إلى جميعها.
  ومنها: اختصاصه باجتماعها فيه مع تفرقها فيهم.
  ومنها: تفرده بما لم يشاركه فيه من اختلف في التفضيل بينه وبينهم.
  ومنها: تقدمه جماعتهم فيما يشاركوه فيه منها، ونحن نبين هذه الوجوه، ونشرحها بجميع ما تحتاج إليه من الكلام فيها، بعون الله تعالى.
  أما سبقه # جماعتهم إلى جميعها: فالحال ظاهرة فيه، لأنه # أول من آمن منهم بالله ورسوله ÷، وسبق إلى نصرته ومؤازرته، والذب عنه ومعاضدته، وتحمل المشقة الشديدة في ذلك، حتى رجع إلى الحصور في الشعب والمشاق والشدائد، ومخالفة قومه وعشيرته، ووقوع إيمانه على وجه ابتدأ به من النفع العائد إلى الإسلام والمسلمين ما كثر نفعه وعظم تأثيره، وذلك لأنه # سبق إلى فتح باب الخلاف على المشركين، ونصرة رسول الله صلى الله عليه وآله فأنس به ÷ واعتمد بمكانه.
  ولو قيل: إن دواعي أبي طالب لنصرة النبي صلى الله عليه وآله والدفع عنه والحاماة دونه، كان متابعته # إياه صلى الله عليه وآله وتصديقه له، لكان حقاً ثم سهل فعله # على الناس طريق الدخول في الإسلام ومفارقة الكفر وعبادة الأصنام ومهدها، فكان فضله على جماعتهم فضل السابق على التالي، والمبتدئ على المحتذي.