تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة النحل

صفحة 270 - الجزء 1

  مَن قَبِلَ الهدى فحقت له على الله سبحانه الزيادة في هداية والتوفيق والتسديد في أفعاله، ومنهم من أبى الهدى فحق عليه الضلال بفعله ووجب عليه الخذلان بكسب يده حتى حق عليه الخذلان من ربه فالخذلان من الله تبارك وتعالى نازل به والضلال فمن نفسه لا من ربه.

  ١١٧ - وسألته عن قول الله سبحانه: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا} إلى قوله: {وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٧٦}⁣[النحل: ٧٥ - ٧٦]؟

  فقال: هذا مثل ضربه الله لأهل الشك والارتياب، ممن كان يعبد الأصنام من دون الله، فأخبره الله أن مثل ما هو فيه من الشك في الله، والعبادة لمن دون الله كهذا المثل، وإنما تعبدون من دون الله كهذا الضعيف الذي لا يقدر على شيء.

  وكذلك ضرب مثل هذا العبد الأبكم الذي لا يأتي بخير، فجعله شبها لأصنامهم التي يعبدونها من دون الله، وجعل الأمر بالعدل والحق مثلا للحق.

  ١١٨ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ١٠٣}⁣[النحل: ١٠٣]؟

  فقال كانت قريش ومن معهم من المشركين يتكلمون في رسول الله ÷،