تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة النحل

صفحة 271 - الجزء 1

  ويقولون أن رجلا كان ينزل بالطائف أعجمي اللسان يعلم النبي ÷ ما يأتي به عن الله، فأكذبهم الله واحتج عليهم، وبيَّن فضيحتهم بما ذكر من عجمة الذي يلحدون إليه أنه يُعَلِّم النبي ÷، فـ {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ١٠٣}، يقول: هذا القرآن الذي جاء به والذكر عن الله محمد ÷، بلسان عربي لا بلسان أعجمي.

  ١١٩ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ٧١}⁣[النحل: ٧١]؟

  فقال: هذا إخبار من الله تبارك وتعالى لإنبساط رزقه لعباده، وتفضيل من فضل فيه بالسعة والإتساع، وأن الذين فُضلوا بالرزق غير مستطيعين أن يرزقوا ما ملكت أيمانهم، ولا أن يردوا لهم خيرا، وأنهم في الرزق سواء (يريد سبحانه بقوله: {فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} أي: في إجتلاب الرزق لأنفسهم) المالك والمملوك، كلهم لا يقدر