تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة البقرة

صفحة 139 - الجزء 1

ومن سورة البقرة

  قال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل:

  ٢ - وسألت: إمام المسلمين في عصره يحيى بن الحسين، بن القاسم، بن إبراهيم، بن إسماعيل، بن إبراهيم، بن الحسن، بن الحسن، بن علي بن أبي طالب، عليه وعلى آبائه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ}⁣[البقرة: ٣٤] كيف كان السجود من الملائكة À؟

  فقال: معنى قوله: {اسْجُدُوا لِآدَمَ} إنما أراد بذلك السجود من أجل آدم تعظيم لخالقه، إذ خلقه من أضعف الأشياء وأقلها عنده، وهو الطين، فجاز أن يقال: {اسْجُدُوا لِآدَمَ} لما أن السجود من أجل خلقه، وقوله {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ} فإنما جاز أن يجعل معهم إبليس في الأمر وإن لم يكن من جنسهم، إذ كان حاضرا لأمر الله لهم، فأمره بالسجود معهم، وإن لم يكن جنسه من جنسهم، لأن الملائكة À، إنما خلقوا من الريح والهواء، وخلقت الجن كلها من مارج النار، ومارج النار فهو: الذي ينقطع منها عند توقدها وتأججها.

  ٣ - قلت: فما الدليل على أن إبليس من الجن؟

  فقال: قول الله جل ذكره: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}⁣[الكهف: ٥٠]