تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الكهف

صفحة 300 - الجزء 1

  نتقحم فيما نذم فيه ولا نحمد، والله أعلم بذلك وأحكم.

  فأما القليل الذي ذكر الله أنهم يعلمونهم، فإنماهم قليل ممن عرف مخرجهم وعددهم، ووقت ما خرجوا من القرية هاربين، وآووا في ذلك اليوم إلى الكهف منحازين، وليس القليل العالم بهم بعد استيقاظهم من رقدتهم، وإنما القليل الذين علموا قبل رقدتهم وعند خروجهم من قريتهم، وقد نهى الله نبيه عن المماراة في عدتهم، والقول في ذلك بما لم يطلعه عليه، وما نُهىَ عنه ÷ فنحن عنه منهيون، وما أُمر بتركه فيهم فالخلق بذلك مأمورون، لا يسعهم التقحم في شبهه، ولا يحل لهم البحث عما أمروا بتركه، إذ ليس مع أحد من الأولين والآخرين منه يقينُ معرفة، ولا يتكلم فيه أحد إلا بمحال، وشبة لا يسع النظر فيها، ولا يجوز الاجتراء عليها.

  ١٣٦ - وسألت: عن قول الله سبحانه وتعالى عن كل شأن شأنه: {إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ٥٧}⁣[الكهف: ٥٧] فقلت: إن قال قائل (من المجبرة أو تكلم متكلم فقال: إن الله جعل على قلوبهم أكنة حتى لا يفقهوه، وفي آذانهم وقرا حتى لا يسمعوا)، وأن ذلك من فعل الله بهم ليشقيهم؟!

  وليس ذلك لَعَمُرهُ كذلك! ولو كان الله ø الذي حجب قلوبهم وآذانهم عن