ومن سورة الكهف
  يفلح ولا يقتدي، هذا ما لا يفعله بك ولا بهم أحد من الخلق المخلوقين! فكيف بالله ذي القدرة أرحم الراحمين؟!
  ١٣٧ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ}[الكهف: ٧٤]، فقلت: بما استحق الغلام القتل؟ وقلت: إن قالت المجبرة: أنه إنما استحق القتل بعلم الله بعاقبة أمره، وكذلك استحق الكافر العذاب بعلم الله لا بأعمالهم؟
  فسبحان من لا يعذب أحدا لا بقتل ولا غيره من العذاب، إلا من بعد فعله لسبب يستحق به ذلك كائنا ما كان من الأسباب، وأما الغلام فإن العرب تسمى الشاب البالغ: غلاما، وتختار ذلك لها لغة وكلاما، وقد يمكن أن يكون هذا الغلام الذي قتله الخضر صلى الله عليه غلاما، قد جرت عليه الأحكام والآداب، فقتله بأمرِ فعله أطلعه الله عليه، وأوجب القتل على الغلام فيه، مع ما كان فيه، من سوء فعله ورأيه، ونيته في أبويه.
  ١٣٨ - وسألت: عن قول الله سبحانه {لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ١٠١}[الكهف: ١٠١]؟
  فهذا من الله على طريق الذم لهم، والعيب لفعلهم، أخبر سبحانه أن صدودهم عن الحق، وقلة سمعهم له، فعال كفعال من لا يستطيع سمعا، والسمع هاهنا هو: الطاعة لله ولرسوله، كقلة سمع من لا يستطيع طاعة ولا سمعا.