تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة مريم

صفحة 307 - الجزء 1

ومن سورة مريم

  ١٤٠ - وسألته: عن قول الله سبحانه: فيما يذكر عن نبيه زكريا # {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا}⁣[مريم: ٥]؟

  فقال: الموالي فهم: العصبة الوارثون، وقوله: {خِفْتُ} فهو: خفتهم على دينك أن يعطلوه من بعدي، ويرفضوه بعد وفاتي، ولا يقومون بما أوصيتني به وأمرتني، فسأل ربه أن يهب له عقبا ولدا ذكرا، يرثه حكمته وعلمه، ويرث حكمة آبائه وأجداده آل يعقوب، فأجابه الله، فوهب له يحيى صلى الله عليهما، ومعنى قوله: {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا}، فالعاقر: التي لا تلد.

  ١٤١ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ١٣}⁣[مريم: ١٣]؟

  فقال: معنى قوله: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} هو: رحمة وتحننا عليك، ومعنى تحننٌ فهو: تعطفٌ ورحمة، وإجابة وكرامة، {وَزَكَاةً} فهو: زاكيا طاهرا، والتقي فهو: المؤمن الخائف لله المتقي، ومعنى قوله: {مِنْ لَدُنَّا} من قِبَلِنا وعندنا ومنا.