ومن سورة مريم
  ١٤٢ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ٧٩}[مريم: ٧٩]؟
  فقال: معنى {كَلَّا} فهو: بلى، وهي كلمة تستعملها العرب فيما توجبه على أنفسها، ومعنى {سَنَكْتُبُ} فهو: سنحفظ ما يقول ونحصيه، حتى نوقفه يوم القيامة عليه، ومعنى قوله: {وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ٧٩} فهو: نمد له من الإملاء مدا طويلا، فسمى الإملاء هاهنا عذابا، إذ كان أملاه له بما يزداد به إثما، ويكتسب له عذابا في الآخرة وخزيا، فلما أن كان الإملاء سببا للعذاب، جاز أن يقول {وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ٧٩}.
  ١٤٣ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ٨٣}[مريم: ٨٣]؟
  فقال: الإرسال من الله للشياطين على الكافرين هو: التخلية بينهم وبينهم، وترك الدفع لهم عنهم، ومعنى {تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ٨٣} فهو: تجزيهم أخزاء، بما يكون منهم إليهم من الإطغاء، الذي به يصلون إلى عذاب الهون، والأز فهو: كل ما كان من طريق الخزي والصغار، والهلكة والإذعار.
  ١٤٤ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا ٧٤}[مريم: ٧٤]؟