ومن سورة النور
  وأما قوله: {أَوْ نِسَائِهِنَّ} فيقول: أهل ملتهن من النساء المسلمات، دون الذميات والمشركات، وهذه الآية تحرم على المسلمة إظهار زينتها والتبذل للذمية ..
  {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} فهن: الذميات المملوكات، فيقول لا جناح عليها أن تبديها للذمية، إذا كانت مملوكتها، دون الحرة منهن، {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} فقد قيل: إنهم العنانة الذين لا يأتون النساء، ولا يقدرون عليهن، ولا يرغبون فيهن، ولا لهم أرب في مجامعتهن، و {الطِّفْلِ} فهو: الصغير من الغلمان، ابن الخمس والست والسبع، {الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} فهم: الذين لم يعلموا ما يكون بين الرجال والنساء، ولم يفهموا ذلك ولم يقفوا عليه بعد، والضرب بالأرجل الذي نهين عنه فقال: كان النساء المتبرجات في الجاهلية يفعلنه، حتى يتحشحش الحلي، ويتصلصل الخلاخيل في أرجلهن، فيسمع الرجال فيعلمون أن في أرجلهن حليا، فأمر الله المؤمنات ألا يفعلن من ذلك (ما كان تفعله المتزهلقات للرجال، المتبرجات لذلك من الحال).