تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة النور

صفحة 343 - الجزء 1

  ١٦٥ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ...} إلى قوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٥٨}⁣[النور: ٥٨]؟

  فقال: هذا إخبار من الله للمسلمين وتأديب، فأمر بأن يَستأذن - في هذه الأوقات على الرجال وأزواجهم، إذا خلوا بهن في منازلهن - من سمّاه مما ملكت الأيمان، والذين لم يبلغوا الحلم، وما ملكت الأيمان فهن: الإماء، {لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ} فهو: الذي لم يبلغ ممن كان يدخل المنازل من الصبيان من الأولاد وغيرهم، في هذه الثلاثة الأوقات، وذلك أن المسلمين كانوا يختارون المجامعة والمداناة لنسائهم في هذه الثلاثة الأوقات، ليكون غسلهم مع وقت الطهور للصلاة، و لأوقات الصلاة، فكره الله سبحانه عليهم الدخول على الرجل وامرأته، في هذه الثلاثة الأوقات بلا إذن، لما لا يُؤمن من الهجوم ومن الدخول على الزوجين في مداناة وغشيان، وأطلق للإماء والصبيان الدخول بغير إذن في غير هذه الأوقات، التي كانوا يختارون المجامعة فيها، والمداناة للنساء.

  ١٦٦ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ٨ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٩ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ