ومن سورة النمل
ومن سورة النمل
  ١٧٥ - سألته: عن قول الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ٤}[النمل: ٤]، فقلت: ما معنى تزيين الله ø لهم، وما مخرجه؟
  ومعنى تزيينه سبحانه: فترك المعاجلة بالعقوبة لهم، والأخذ بأكظامهم عند معصيتهم، فكان تزيين الله لهم تأخير المغافصة بالنقم، كذلك تقول العرب في مخاطبتها بعضها لبعض، إذا أخطأ أحدهم على الآخر مرارا فلم يجازه، قال له: الذنب لي لا لك، أنا أفسدتك، وزينت لك عملك بتركي المكافأة لك على قبيح فعلك، حتى ظننت أنه حسن جائز، فهذا معنى التزيين من الله ø، ومعنى {يَعْمَهُونَ} أي: يتحيرون و يخبطون، و يموجون في ضلالهم، ولا ينتهون من غفلتهم.
  ١٧٦ - وسألته عن قول الله سبحانه: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[النمل: ٢٥]؟
  فقال: الخبء فهو: السر والغيب، الذي لا يستخرج علمه إلا الله، ولا يطلع على مكنون سره غيره.