تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة البقرة

صفحة 144 - الجزء 1

  الشمس بحرها، ورمض الأرض، فأراد أن يجعلا لهما موضعا يكون لهما فيه ظلال، كما يفعله من يخرج من منزله وبلده في سفره إلى غيره من البوادي وغيرها، فلا يجد ظلا ولا مسكنا، ولا يجد بدا من أن يعرش عريشا يكنه ويستره من الحر، ويقيه شدة البرد، فهذا معنى قوله: {يَخْصِفَانِ}.

  ١٣ - قلت: فالجنة التي كانا فيها أفي السماء كانت أم في الأرض؟

  قال: هي جنة من جنان الدنيا، والعرب تسمي ما كان ذا ثمار وأنهار: جنة (كقوله تعالى {وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ}⁣[الأنعام: ٩٩ الرعد: ٤] وقوله {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}⁣[الكهف: ٣٥]).

  ١٤ - قلت: فقوله: {اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا}⁣[البقرة: ٣٨]

  قال: ذلك جائز في لغة العرب، ألا ترى أنك تقول هبطنا نجران، وهبطنا من اليمن، ونريد أن نهبط إلى الحجاز، فلما إن كان ذلك معروفا في اللغة، جاز أن يقال: {اهْبِطُوا مِنْهَا}.

  ١٥ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}⁣[البقرة: ٣٧] ما الكلمات التي تلقاها آدم من ربه؟

  قال: قد اختلف فيها، والصحيح عندنا أن الكلمات هو ما كان الله تبارك