تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الأحزاب

صفحة 386 - الجزء 1

  ينحيهن كلهن عنه إلى دار معتزلة عنه، ويكون هو في دار على حدة، فإذا أراد منهن واحدة أرسل لها فدعاها، وإن لم يرد واحدة أرجاها، وكان ذلك أحب إليهن، وأقر لأعينهن، من أن يغشى واحدة إلى منزلها، أكثر مما يغشى منازلهن، فعَرَّفه الله سبحانه ما فيه الرشاد له ولهن.

  ١٩٢ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ ...} إلى قوله: {غَفُورًا رَحِيمًا ٥}⁣[الأحزاب: ٥]؟

  هذه نزلت في من كان يربي صبيا ويتبناه، كانوا يدعونهم بهم إلى من يتبناهم، ويذرون آبائهم، فيقولون: فلان بن فلان، فيدعوه إلى من رباه وتبناه، فنهاهم الله عن ذلك، ثم قال: {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} فادعوهم إخوانا ومواليا، ولا تدعوهم أبناء، ومعنى {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} يريد هو: أعدل عند الله، ثم أعلم سبحانه أنه لا إثم عليهم فيما أخطئوا به من ذلك، ومعنى {أَخْطَأْتُمْ} فهو: جهلتم الحكم من الله فيه، فالآن بعد أن نهيتم فمن فعله فقد تعمده، ومن تعمده باء بإثمه، إذ قد نهاه ربه عن فعله.