تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 121 - الجزء 1

مقدمة المؤلف

  قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #:

  

  الحمد لله الذي لا تراه عيون الناظرين، ولا يقع عليه فكر المتفكرين، ولا يستدل عليه أحد من المستدلين، إلا بمادل به على نفسه، وأوقفهم عليه سبحانه من صفته، من أنه الفعال لما يريد من الأشياء، وأنه المقتدر الفعال لما يشاء، فدل على نفسه بما أظهر من فطرته، وبَيَّن البراهين بذلك على ربربيته، فليس له حد يُنال، ولا مثل يُضرب به له الأمثال، دائم أحد، حي فرد صمد، عزيز قيوم، لا تأخذه سنة ولانوم.

  ونشهد أن لا إله إلا هو، وأنه فطر السماء فبناها، وسطح الأرض فدحاها، وأخرج منها ماءها ومرعاها، والجبال أرساها، متاعا لخلقه، ورحمة لعباده، وأنه على كل شيء قدير.

  وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آل بيته الطيبين الأخيار، الصادقين الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أرسله بالحق داعيا إلى الحق، وشاهدا على الخلق، فبلغ الرسائل الزاهرة، وأبان الحجج الباهرة، وسطع بالحق معلنا، وجاهد المشركين معلما، وأصلح الله في بلاده، ونصح جاهدا لعباده، صابرا مصطبرا، جاهدا محتسبا، حتى قبضه الله إليه وقد رضي عمله، وتقبل سعيه وشكر فعله ÷.