مقدمة المؤلف
  إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا إلى الأمة بكتاب ناطق، وأمر صادق، فيه شفاء للصدور، وكال الفرائض والأمور، والهدى والتقوى، والرجوع عن الردي، والنجاة من المالك، والسبيل إلى أفضل المسالك، ولا يظمأ من ورد شرائعه، ولا يجوع من أكل سائغه، ولا يصم من سمع واعظه، ولا يعمي من أبصر سبيله، ولا يضل من اتبع نوره، ولا يغلط من استشهد ناطقه، ولا يهلك من اتبع بيانه، ولا يندم من استمسك بوثيق عروته، ولا يفلج إلا من احتج بمحكم حججه.
  نور ساطع، وبرهان لامع، وحق قاطع، كتابا مفصلا، ونورا وهدى، قد ترجمه الرسول، وأحكم فيه وثائق الأصول، وفرع فروعه بأحسن القول، فكان في حياته واضحاً، وكان به ÷ قائما ناصحا، حتى صار إلى ربه، وتركه من بعده في أمته، استأمن عليه من أمته خلفاءه من بريته، الذين اختارهم الله على علمه، واصطفاهم له دون جميع خليقته، عترة النبي ونسل الوصي، وسلالة المصطفى الطاهر الزكي، الطيب المرضي، الذين مدحهم الله في كتابه، وبَيَّن أنهم خيرته في قرءانه، فقال في كتابه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[فاطر: ٣٢]، ثم