تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة البقرة

صفحة 146 - الجزء 1

  ١٦ - وسألته عن قول إبراهيم ~: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}⁣[البقرة: ٢٦٠]؟

  قال: أراد بذلك صلى الله عليه: أرني آية أزدد بها علما وبصيرة، وأعرف سرعة الإجابة لي منك، حتى يثبت ذلك عندي، ويقر في قلبي معرفة ذلك، فأمره الله أن يأخذ أربعة من الطير، وأن يجعل على كل جبل منها جزأً، ثم أمره يدعهن، ليريه عجيب قدرته، وشواهد حكمته، ما يزداد به معرفة في دينه، ويثبت عنه علم ما سأل عنه من آية ربه، فأراه الله ذلك، فازداد به بصيرة وإيقانا، ومعرفة وتبيانا.

  ١٧ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}⁣[البقرة: ٢٣٧]؟

  قال: هو الزوج، وليس كما يقول الجهال من هذه العوام أنه الأب.

  قلت: فإن قال لنا قائل: ما الدليل على أن الزوج هو الذي بيده عقدة النكاح دون الأب والأخوة وبني العم؟

  قال: لأن العقدة لا تكون إلا في يد من يحلها، إذا أراد أن يطلق طلق، وإن أحب أن يمسك أمسك.

  ألا ترى أن الأب لو كره شيئا من الزوج، فأراد أن يحل عقدة نكاحه، لم يجز له ذلك، ولم يقدر عليه، ولم يمكنه إلا برضا الزوج، ولو كره الزوج شيئا من خلائق المرأة، ثم أراد أن يطلق جاز له ذلك، دون الأب وغيره؟.

  قلت: بلى.