تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة يس

صفحة 411 - الجزء 1

ومن سورة يس

  ٢١٢ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ ...} إلى قوله: {فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ٩}⁣[يس: ٨ - ٩]؟

  فقال: هذا رد من الله سبحانه عليهم، وإكذاب لهم في قولهم، حين قالوا: {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ...}⁣[فصلت: ٥] إلى آخر الآية، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه ÷ هذه الآية، يريد إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا؟! وجعلنا من بين أيديهم سدا؟! كما قالوا وكما ذكروا أن على قلوبهم أكنة، وفي آذانهم وقرا، هذا ما لم نفعله بهم ولم نجعله على قلوبهم، وكذلك في قوله: {إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} يريد: إنا جعلنا ذلك بهم كما قالوا؟! هذا ما لم يكن منا فيهم، ولم نحكم به عليهم.

  ثم قال: {وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ٥٧}⁣[الكهف: ٥٧] يقول: إن كنا فعلنا هذا بهم، فلن يستطيعوا أن يخرجوا منه إلى الهدى، ولن يطيقوا دخولا إذاً في هدى، فَلِمَ أرسلناك إليهم؟! وأمرناك بدعائهم؟! لو كنا فعلنا ذلك